في ثلاثينيات القرن الماضي خرج طبيب نمساوي يدعى ويلهلم رايش بفرضية غريبة عن طاقة خفية تسري في الكائنات الحية.. طاقة شفافة لطيفة دعاها طاقة الأورغون Orgone تتغلل في المخلوقات وتمنحهم مظهر الحياة والحركة وشعورنا بالفرق بين الجسد الحي والميت.. ليس هذا فحسب بل أعتبرها مسؤولة عن كافة الشهوات والدوافع والوجة الحقيقي لشهوة الجنس أو الليبيدو Libido التي تحدث عنها رائد النفس التحليلي سيجموند فرويد. وفي عام 1936 نشر ويلش كتابا بعنوان «خلف علم النفس» أكد فيه أن انخفاض هذه الطاقة في الجسد بفعل الشيخوخة أو المرض يعرض خلاياه للإنحلال والموت في النهاية!!
.. وبسرعة لقيت فرضيته شعبية كبيرة كونها تفسر الفرق الخفي والغامض بين الحي والميت، والخامل والمتحرك، والواعي والمتبلد، وما يعتمل داخلنا من دوافع وشهوات.. بل ان أحد أتباعه (ويدعى تشارلز كيلي) افترض أن طاقة الأورغون تمثل البنية التحتية للطبيعة وتتواجد في كل مكان (حتى الفضاء الخارجي) باستثناء الأجساد الميتة.
غير أن نقطة الضعف في فرضية الأورغون كانت - ومازالت - في عجز أصحابها عن إخضاعها للفحص العلمي، أو إثبات وجودها في المعمل، أو رؤية نتائجها كما هو شأن الطاقة الكهربائية والنووية والراديوية.. وكان رايش قد بنى في عام 1940 أول جهاز لتجميع طاقة الأورغون من الجو صنعه من هوائيات وصناديق عازله ومقاومة للكهرباء/ رغم أن شكلها يشبة المكثفات الكهربائية الضخمة. وادعى حينها أنها تعمل على تكثيف واستقطاب الطاقة الكونية وأن جلوس المريض داخلها يساعده على الشفاء وتنشيط مجاله الحيوي.
في عام 1941 التقى رايش بألبرت أينشتاين (صاحب نظرية النسبية) وأطلعه على الأجهزة التي صنعها لهذا الغرض.. وقام انشتاين فعلا باختبار جهاز تجميع الأورغون في مختبر رايش ولاحظ ارتفاع الحرارة داخله دون مصدر حراري واضح الأمر الذي جعله يميل للفكرة (قبل أن يتراجع عنها لاحقا حين أقنعه أحد زملائه في جامعة برنستون بأن الحرارة التي شعر بها ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري)!!
وكان رايش - مثل أنشتاين - قد هاجر الى أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية.. ولكن بسبب حديثه المفرط عن شهوات الجسد كمظهر لطاقة الأورغون، سادت فكرة خاطئة في أمريكا بأنه يصنع أجهزة خاصة برفع مستوى الشهوة الجنسية.
ولأنه تقبل علاج مرضى يعانون من الضعف الجنسي والسرطان (بواسطة طاقة الأورغون) بدأت السلطات تنظر إليه كدجال ومشعوذ - وبدأ يحضى بعداء السياسيين المحافظين.. ولم يلبث طويلا حتى تم اغلاق مختبره وأمر بقوة القانون بعدم نشر أو طبع شيئا من أبحاثه.. غير أن رايش خالف هذا الأمر واستمر في نشر أفكاره فاعتبر مخالفا لقرار المحكمة فحكم عليه بالسجن لمدة عامين.. وأثناء تأديته لعقوبة السجن توفي بسبب توقف القلب في نوفمبر 1957 في ولاية بنسلفانيا ولم ينشر له أي كتاب بأمر المحكمة.
على أي حال؛ رغم فشل رايش في إثبات فرضيته.. ورغم عدم الاعتراف به بمستوى فرويد ويونج؛ إلا أن أفكاره ذاتها لم تكن طارئة أو غريبة - وأراها شخصيا امتدادا لما كان مسلما به لدى الحضارات القديمة.
فالفراعنة مثلا صنعوا الأهرامات كمجسمات ضخمة تستقطب طاقة الكون (بدليل وضع قبر الملك في محور الهرم وفي النقطة التي تلتقي فيها أوجهه الأربعة).. أما الصينيون فكانوا يعتقدون أن الأرض بمجملها تتصرف ككائن حي وأنها تضم بداخلها «عروقا» وخطوطا للحياة يبنون معابدهم المقدسة فوق تقاطعاتها.
أما هذه الأيام؛ فما تزال أفكار رايش تحضى بشعبية كبيرة لدرجة توجد في أمريكا آلاف المحال المتخصصة ببيع أجهزة استقطاب «الأورغون» يتراوح حجمها بين صناديق وأهرامات صغيرة، وصناديق ضخمة يدخل فيها الانسان بكامل جسده للاستشفاء واستعادة النشاط!!
حلو بس فيه ناس يقولون انه انقتل مامات بسبب القلب لانو هل علم لو ينتشر مافيا الادويه رح يخسرون والسياسيين كذالك وكلهم بنظري ماشين بطريق وحد بعض السياسيين ورجال الدين من كل الاديان يعملون بمنظمه سريه لتحقيق اهدافهم الخاصه ولايكترثون لاحد ومو من هدفهم انو حياه الناس تتحسن ومايحتاجون لهم
ReplyDelete